السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
[الكاتب: علي بن خضير الخضير]
ما الحد الفاصل بين الموالاة وتولي الكفار ؟ وكيف نفرق بينهما ؟
الجواب :
تولي الكفار هذا كفر اكبر وليس فيه تفصيل ، وهو اربعة انواع :
محبة الكفار لدينهم :
كمن يحب الديمقراطيين من أجل الديمقراطية ويحب البرلمانيين المشرعين ويحب الحداثيين والقوميين ونحوهم من أجل توجهاتهم وعقائدهم فهذا كافر كفر تولي، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم } ، فإن من معاني " ولي " أي ؛ المحب ، قاله ابن الاثير في النهاية [5/228].
تولي نصرة وإعانة :
فكل من أعان الكفار على المسلمين فهو -ح!كافر مرتد، كالذي يعين النصارى أو اليهود اليوم على المسلمين ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم } ، ومن أراد الإطالة فليرجع إلى كتاب الشيخ ناصر الفهد المسمى بـ " التبيان في كفر من أعان الأمريكان " ، فإنه من أحسن ما كتب في هذا الباب ، ولا يهولنك أمر أهل الإرجاء .
تولي تحالف :
فكل من تحالف مع الكفار وعقد معهم حلفا لمناصرتهم ، ولو لم تقع النصرة فعلا ، لكنه وعد بها وبالدعم وتعاقد وتحالف معهم على ذلك ، قال تعالى { ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم } ، وهذا حلف كان بين المنافقين وبعض يهود المدينة .
قال القاسم بن سلام في الغريب [3/142] : ( إنه يقال للحليف " ولي " ) ، وقاله ابن الأثير في النهاية [5/228] , ومثله عقد المحالفات لمحاربة الجهاد والمجاهدين ، وهو ما يسمونه زورا " الإرهاب ".
تولي موافقة :
كمن جعل الديمقراطية في الحكم مثل الكفار وبرلمانات مثلهم ومجالس تشريعية أو لجان وهيئات ، مثل صنيع الكفار ، فهذا تولاهم ، وهذا قد بينه أئمة الدعوة النجدية أحسن بيان ، بل ألف فيه الكتب فيمن وافق المشركين والكفار على كفرهم وشركهم ، فقد ألف سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب كتاب " الدلائل " المسمى " حكم موالاة أهل الإشراك " ، وألف حمد بن عتيق كتاب " النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك " .
وكل هذه الأنواع الأربعة يكفر بمجرد فعلها ، دون النظر إلى الإعتقاد ، وليس كما يقول أهل الإرجاء .
أما الموالاة ، فهي قسمان :
1- قسم يسمى التولي :
وهو الأقسام التي ذكرنا قبل هذا ، وأحيانا تسمى الموالاة الكبرى أو العظمى أو العامة أو المطلقة ، وهذه كلمات مترادفة للتولي .
2- موالاة صغرى أو مقيدة :
وهي كل ما فيه إعزاز للكفار من إكرامهم أو تقديمهم في المجالس أو اتخاهم عمالا ونحو ذلك ، فهذا معصية ، ومن كبائر الذنوب قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } ، فسمى إلقاء المودة موالاة ولم يكفرهم بها بل ناداهم باسم الإيمان .
وهذه الآية فسرها عمر فيمن اتخذ كاتبا نصرانيا لما أنكر على أبي موسى الأشعري , ومن أراد بسط هذه المسألة فليراجع كتاب " أوثق عرى الإيمان " لسليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب في " مجموعة التوحيد " ، ورسالة " الموالاة " لعبداللطيف بن عبدالرحمن في رسائله في " مجموع الرسائل والمسائل ".
منقول