لا تـبكني أمـاه وابـك بلوعة ديـناً جـريحاً ما عليه بــواكيا
ما كنت يومـا رغم حبسي جاثيا فلأجل ربـي أستطـيب عـذابيا
فالسجن خير من حيـاة مذلـةٍ وأنا لـربي قـد نـذرت حياتـيا
والسجن ليس بحابسٍ لي دعـوتي والقيد ليـس بمطفـئ أنواريـا
أنا هـاهنا حر برغم سلاسـلي ورنينها يشـجي ربوع فؤاديـا
أنا هـاهنا حـر ودون قيودنـا شـعبٌ يُطأطئ للخيانة جاثيـا
.......................................................................................................................
أتعرفين جريمتي "
(من عتمة السجن بل من نور إيماني ومن فؤادي بل من نزف شرياني
أخـط دعوتي بدمي على ورق (أعددته في غد الأيام أكفاني)
أتعرفـين جـريمتي يا أم أو تهمي تلك التي من أجلها زجوا بجثماني
ومزقوا جسدي من بعد ما يئسوا عن دحر دعوتي أو من نزع إيماني
لأنني عشـت لا أرضـى بطاغية ولا أذل لطـاغوت وخوان
لأنني لـم أرتض صمـتا يخلصني من بطش جلادهم أو ظلم سجان
جريمتي أنني لا زلـت أعلـنها براءتي من كفرهم جهرا بأوطاني
فلا تقـولي أضعت العمـر في محن فإنها منح من فضـل رحـمن
ولا تقولي صغـارك لست ترحمهم فالله يرحـمهم والله يـرعاني
فقـرّ عيـنا ولا تبكي على محني إني رضيت بعـيش العـز ديداني
(زنزانتي خير من صاحبت في زمن) الحاكمون به عـبدوا كأوثان
وإن أودعـها يوما وأهجرها فبندقيتي يا أم : الصـاحب الثاني